حكايتي مع الصمت

[center]يأتي المساء محمل بجدار الصمت

ومعتق بالتأمل وتنتحب الكلمات قهراً ,لأنها غير قادرة على الخروج من عظمة الموقف

,وينتفض الحرف الصاخب يتيماً لأنه غير قادر على الحركة ,

ونحن تتقاذفنا التنهيدات المكتومة خنقاً والمحبوسة قسراً وسط الأفئدة العاجزة عن النطق ,
هذا بداية حكاية الصمت بداية البداية ومنطلق التدوين .

كل الشعوب تناضل من اجل الحرية , وأنا أسال هنا متى نتحرر من سجن الصمت وهل

يفيد التحرر بعد سقوط أسوار النفس وانهيار جدران الذات , أحيانا يكون الصمت لا مبرر


له " ولكن يظل الصمت

محتفظ برونقه الخاص ونكهته المتميزة في عالم يتصف بالجنون"

الصمت ذبذبات نرسلها بين الحين والحين قد تكون رغبة جامحة للابتعاد عم مواطن

الضجيج القاتل وممالك الصخب المميت , وحاجة تجتاحنا كي نلتقط الأنفاس لنتأمل بعمق

ونعيد ترتيب أوراقنا المتطايرة فوق مشانق الحياة , وفسحة لمن يهوى الرحيل مع الأفكار

ويغرق وسط براثن الحرف ويعشق معانقة محابر التدوين , ومنحة للوقوف مع الذات

وتجديد عهد الترابط مع النفس ""
الصمت
يخيم في كل مساء ويزورنا في الصباح عندما تحتضر مشاعر المحبة وتنتحر أحاسيس
الوفاء وتقتل الأماني الجميلة وسط أعماق الذاكرة الراقدة في أحضان النسيان والتناسي ,
الصمت
مصل مناعة تتغذى عليه الأرواح المنكسرة والمحطمة من هول لحظات الوداع تلك التي تجعل ا
لأيادي تمتد على استحياء وتنسحب بخجل لأنها تدرك إن بين الامتداد والانسحاب مساحة شاسعة
تعني ( فراق ) وان دفء اللحظة وشاعرية الموقف ستسحقه اللحظات القادمة لوعة ووجد "
الصمت
وشاح ترتدية الذوات السابحة في البعد والفقد , والمسافرة خلف المجهول المتجهة ظلماً إلى القدر
الغامض والمصير المر المبحرة عبر شطان الحياة ومآسي مدنها الحزينة...
الصمت
تمتمات غامضة وإيحاءات مبهمة تنبع من حنايا الوجدان مقتولة غدراً على ركام الذكريات وأيام العمر
المهدورة بهتاناً والمخنوقة جوراً على مسارح الأعوام وحديقة الواقع ""
الصمت
انهزام قلب يافع يعج بالحياة مل وضاق وضجر من انتظار الأمل المصلوب في ميادين المستحيل
دمعة مسجونة في زنزانة الجفن الناظر للأفق لعل القادم يأتي بينما الغروب هو من يأتي,
حسرة ترتسم على الشفاه المحرومة من طيف الابتسام وان حضرت الابتسامة تأتي ناقصة فتتلاشى
وتتلاشى لتختفي وتتوارى خلف الظروف القاسية والعنيدة ""!!
من منكم يستطيع أن يسال
الصمت
أو استنطاق وجه الحقيقة الصامت!! أو الاستفسار من الأبجديات الخرساء المنقوشة فوق بوابات
الوجود! أو استفهام الجمل المرتعشة فوق الأوراق البلهاء العجزة عن الكلام!!
استأثرت نسمات الغروب الشمالية الممزوجة بالهواء البارد الآتي من حنايا المحيطات ,
للأسف كان الصمت
سيد اليوم والأمس والغد""
(( الميت لا يناجي الحي ))
(( وصدى الصوت ارتداد لتموجات لا معنى لها ))

الصمت
اختفى أثار الأحبة التاركة وراءها إطلال الحكايا وأناشيد الأماكن وتراتيل الرحيل , ذكرى تقتات
عليها القلوب الصادقة في الحب والمعتنقة للوفاء , أثير تستمد منه قوة البقاء عندما نشعر بعظمة الغائب..
الصمت
لا ينطق !! والهلام عدم لا وجود له في عالم المادة المرئي
والمحسوس , والسراب كذبة وجود انعكاس لمرآة الضوء ,
الصمت
حير العلماء , واعجز الفلاسفة , وأفحم الشعراء والأدباء , الصمت لم تستطيع موسوعة الأبراج
تعريفه وعجزت كتب الفلك عن أدراك ماهيته أو فك أسراره ووقف العرافين مستسلمين وحيارى أمام
الغاز طلاسم معالمه!! الصمت هيبة وجبروت وقوة !!
الصمت
لغة الحكماء ,, ونجوى الزهاد ,, وهمس العشاق ,, ونبض الأرواح المتحابة,,
الصمت كلام الملوك...

،؛،
هذه حكايتي مع الصمت
وهنا أُعلن صمتي منتظر حبر أقلامكم